المتـــــــابـــعـــــــــــــــــــــون

الأحد، 18 مايو 2014

أوفى رجل في العالم



أحدثكم فعلا عن أوفى رجل في العالم 
لم يعرف الغدر أبدا ولم يفكر فيه 

شهد له بالوفاء أعداؤه وأحبابه 

قديما هناك في الأرض الطاهرة جاء المغيرة بن شعبة رضي الله عنه للمدينة وقد أسلم لله رب العالمين بعدما كان مشركا وقد جلس مع جماعة من المشركين قبل إسلامه فشربوا الخمر حتى سكروا فقتلهم وأخذ مالهم وقرر أن يسلم 
لعله فكر أن هؤلاء لا إشطال في أخذ مالهم فهم من قوم يحاربون الإسلام بكل سبيل 
ودخل المغيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وقص عليه الخبر 

يا ترى النبي عليه الصلاة والسلام سيقبل منه الإسلام فقط أم سيقبل المال أيضا ؟
لو أحدنا مكانه صلى الله عليه وسلم ربما حدثته نفسه أن هؤلاء كم آذونا وقد جاءني مالهم بلا عناء فلماذا لا نأخذه ونضعه في خدمة الدولة وتقويتها ؟
لكن أيكون قلب النبي صلى الله عليه وسلم كقلوبنا نحن ؟
لا والله 
انظروا يا من تتهمون النبي عليه الصلاة والسلام بالإرهاب والاستعمال القوة في نشر دينه
اسمعوا يا من أسأتم له ربما لجهلكم بقدره صلى الله عليه وسلم أو حقدا عليه عليه الصلاة والسلام 
اسمعوا ماذا رد في موقف لو وضع فيه هؤلاء الشاتمين لأخذوا المال وما ترددوا في ذلك لحظة فكم سرقت حكوماتهم اليوم من المسلمين خيرات وخيرات 
ماذا ستفعل يا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟
قال النبي عليه الصلاة والسلام للمغيرة رضي الله عنه :

((( أما الإسلام فقد قبلنا وأما المال فإنه مال غدر لا حاجة لنا فيه )))
الله أكبر 
إنه فعلا أوفى رجل في العالم 
صلى الله عليه وسلم 
أليس هو هو من جاءه أبو رافع وقد كان رسولا من قبل قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبمجرد أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقع الإسلام في قلبه فقرر ألا يعود للمشركين وأخبر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم 
وقد كان بين رسول الله عليه الصلاة والسلام وقريش عهدا أن يرد إليهم من جاءه مسلما من قريش ( وسبحان الله كانت قريش تظن بأن تلك المعاهدة لصالحهم لكن في النهاية كان الخير كله لصالح المسلمين ) 
نكمل 
الآن أبو رافع يريد أن يبقى والمعاهدة تنص على غير هذا فما الحل ؟
ربما قال البعض هؤلاء مشركين فلا إشكال سنبقي الرجل وليضربوا رؤوسهم في الجدار صح ؟
لا يا سادة . أنتم في مدرسة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم 
قال عليه الصلاة والسلام لأبي رافع :
« إِنِّى لاَ أَخِيسُ بِالْعَهْدِ وَلاَ أَحْبِسُ الْبُرُدَ وَلَكِنِ ارْجِعْ فَإِنْ كَانَ فِى نَفْسِكَ الَّذِى فِى نَفْسِكَ الآنَ فَارْجِعْ ». قَالَ فَذَهَبْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْلَمْتُ.

أخيس يعني أنقض 
والبرد جميع بريد وهو الرسول القادم من قبل جماعة .
الله أكبر أرأيتم مثل هذا من قبل 
إنه فعلا أوفى رجل في العالم 
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم